نفت عائلة المخرج المصري الراحل يوسف شاهين شائعة
اعتناقه الإسلام قبل وفاته، والتي انطلقت في مصر خلال الفترة الماضية وصارت حديث الشارع المصري، حيث تم تناقل معلومات عن حب الراحل شاهين للشيخ الشعراوي وتفسيره للقرآن الكريم، واحتفاظه بمصحف نادر مترجم للغة الفرنسية التي كان يجيدها كاللغة الأم، وطلبه أن تخرج جنازته من مسجد عمر مكرم ويقرأ فيها القرآن وليس من الكنيسة، وقراءة الفنانة حنان ترك للقرآن الكريم عند رأسه.
العائلة تنفيوقالت ماريان خوري، ابنة أخت شاهين وشقيقة جابي خوري، وهما بمثابة ابني شاهين، الذي لم ينجب طوال حياته " هذا الكلام غير صحيح تماما وشاهين بطبيعته كان لا يفرق بين دين ودين، وكان محبا لكل الأديان السماوية، لكنه لم يتحول للإسلام قبل وفاته ".
وحول الأفاويل التي تتردد حول وصية شاهين التي نصت على أن تخرج جنازته من مسجد عمر مكرم الشهير بوسط القاهرة قالت، ماريان خوري إن هذا لم يحدث، وأن شاهين لم يترك للأسرة وصايا من أي نوع.
رمسيس مرزوق: شخصية شاهين "لا دينية" وبدوره، قال رمسيس مرزوق، أشهر مصوري السينما المصرية والذي عمل مع شاهين طوال 40 عاما من الإنتاج السينمائي: هذه إشاعة أنفيها تماما، فأنا واحد من الناس الذين عاشروه أكثر من 40 عاما، وقد يكون مثار الإشاعة أن يوسف كان متصالحا مع نفسه ومع الغير، والديانة كانت آخر الأمور التي من الممكن أن تلفت انتباهه ، فلم يكن يفرق في العمل أبدا ما بين مسلم أو مسيحي أو حتى يهودي " .
أما عن مشاهدته لتفسيرات الشيخ الشعراوي الشهيرة للقرآن الكريم ومتابعته لها ، فيؤكد رمسيس على انه شخصيا كان يتابعها ، قائلا : لقد كان الشعراوي شخصا ذو حضور وقدرة على التفسير وهذا لا يعيب شاهين في تعلقه برؤية هذه الحلقات التلفزيونية، شاهين كان مهتما طوال الوقت بدارسة الأديان الأخرى والثقافات المختلفة ، و الإسلام بالقطع شغل حيزا كبيرا في تفكيره ، لكنه لم يعتنق الإسلام حتى وفاته ، لأن شخصية شاهين كانت ( لا دينية ) بالمعني المفهوم للتعمق في الدين ، فلم نره يذهب يوما إلى الكنسية أو إلى الجامع، ولكنه كان إنسانيا بالدرجة الأولى ومؤمن بالله عز وجل.
وحول حقيقة ما إذا كان شاهين يحتفظ بمصحف صغير نادر في مكتبته مترجم للغة الفرنسية لأنه لا يجيد العربية جيدا ، قال رمسيس: إن يوسف شاهين كان يحب القراءة تماما ، ووجود القرآن عنده أمر طبيعي خاصة إذا ما كان يتعامل مع سيناريو يحوي شخصيات دينية في الأحداث ، ولم يكن القرآن الكريم هو الكتاب الديني الوحيد الذي تعلق به ، بل كان لديه كتبا في اليهودية والبوذية والمجوسية ( عبدة النار ) ، وكان يعرف الكثير عنها ، لكنه لم يعتنق فكر معين منهم .
ونفى الشاعات التي نسبت تردد شاهين في إشهار إسلامه لخوفه من البابا يوحنا بابا الفاتيكان، والذي كانت تربطه به علاقة دينية، قائلا : هو لم ير بابا الفاتيكان في حياته، فكيف يخاف منه ؟.
وكان من الأجدى أن يخاف من البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية، فهو صديق مقرب له وكان يلتقيه كثيرا.
أسباب الشائعاتوحول السبب الحقيقي لانطلاق هذه الإشاعة بعد وفاة شاهين، يقول الناقد الفني طارق الشناوي، وأحد المقربين من شاهين : " شيء سيء جدا أن تربط احترامك أو حبك لشخص بدينه، واعتقد أن هذا سر هذه الإشاعة، فهل إذا كان شاهين اشهر إسلامه قبل وفاته كان عدد الناس المحبين له أكثر ؟ في حين أن الملايين من عشاق فنه، اكتشفوا بالصدفة يوم الإعلان عن خروج الجنازة من الكنيسة أنه مسيحي.
ويشير الشناوي إلى أن شاهين كان مختلفا في كل شيء، وقال: في إحدى جلساتي الخاصة مع شاهين صرح لي أنه يحب أن يسمع القرآن بصوت الشيخ محمد رفعت، فهل هذا معناه أن يتحول إلى الإسلام ؟
لا أعتقد .. ولا يمكن أن ننسى له انه أكثر من دافعوا عن الإسلام سواء في المهرجانات العالمية أو الأفلام التي صنعها وكان على رأسها (ابن رشد )وكأنه مسلم، كما قيل أنه كان يمسك بالمصحف طوال تصويره فيلم (المصير ) حتى لا يخطيء في شيء ".
ويتابع : ولكنها كلها شواهد لا تدعو بالمرة إلى تصديق إشاعة إسلامه ، فالحقيقة كلها تتلخص في أن شاهين لم يكن مهتما بتعاليم دين معين وعلى رأسها المسيحية ، فلم نشاهده يصلي أو يصوم ، لكنه كان مهتما بكل الأديان بما في ذلك الإسلام واليهودية لأنها أديان سماوية وهو شخص متسامح تماما ويهمه المعاملات مع الآخر ، والدليل على ذلك إننا لم نرى في يده يوما انجيلا أو صليبا.
نسب عائلي مع مسلمين ولم يعرف الكثيرون أن عائلة شاهين ترتبط بعلاقات نسب مباشرة مع عائلات مسلمة إلا حين نشر نعي الوفاة في الجرائد المصرية ، حيث شهدت عائلة شاهين ثلاث زيجات من مسلمي الديانة ، اثنتان مباشرتان من خلال زواج كل من جبرائيل خوري ، ماريان خوري، حيث تزوج جبرائيل من سيدة لبنانية شيعية ، وتزوجت ماريان من مصري مسلم يتولى إدارة الشؤون الإعلامية للشركة الفنية التي يمتلكها شاهين للإنتاج الفني.
وهو ما علقت عليه ماريان خوري ابنة أخت شاهين قائلة : شاهين كان متسامحا ومتفهما تماما لكل الأديان السماوية ، وكان الذي يهمه بالأساس الإنسان، وحينما تمت علاقات النسب هذه لم يعترض أو يبدى ملاحظة، بل كان سعيدا أن لكل منا حياته الأسرية السعيدة باختياره الشخصي، ويمكن تلخيص طبيعة شاهين في جملة واحدة : "كان رجلا روحانيا جدا".
مضيفة "أنه لأجل ذلك أقيم العزاء في مدينة الفنون ، كجهة محايدة لا علاقة لها بكنيسة أو جامع لأن السينما كانت حياته والشيء المقدس عنده ، وحتى نتيح للجميع المشاركة ".